
لم يكن طريق أهلي جدة إلى نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة سهلًا، بل كان مليئًا بالأشواك، والعقبات، والذكريات الحزينة، ليس فقط في النسخة الحالية، ولكن على مدار تاريخه الطويل.
وبينما يسعى الأهلي لحصد لقبه الأول في دوري أبطال آسيا، عندما يواجه كاواساكي فرونتال الياباني، اليوم السبت، على ملعب الإنماء، في المباراة النهائية، فإنه لا ينسى حين أهدر تلك الفرصة مرتين.
من الخليج إلى آسيا
في موسم 1985-1986، انطلقت النسخة الخامسة من أقوى البطولات الآسيوية للأندية، والأولى بالمسمى الجديد "بطولة الأندية الآسيوية".
كان الأهلي هو الممثل السعودي الوحيد في تلك النسخة، بعد أن فاز ببطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري التي أقيمت في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 1985.
في البطولة الخليجية، وقع الأهلي في مجموعة واحدة مع العين الإماراتي وفنجاء العماني، واكتسحها بالفوز على فنجاء ذهابًا وإيابًا (1-0)، وعلى العين (2-0) و(4-1)، ليتصدر المجموعة برصيد 8 نقاط، حيث كان الفوز يُحتسب بنقطتين.
وفاز الأهلي على العربي الكويتي في النهائي بنتيجة 2-1، ليحقق البطولة الخليجية للمرة الأولى في تاريخه، ويتأهل لبطولة الأندية الآسيوية.
أول نهائي آسيوي
وحل الأهلي في المجموعة الأولى مع إيست بنجال الهندي وكراما الإندونيسي، ليفوز عليهما (2-1) و(1-0) على الترتيب، ويتصدر المجموعة برصيد 4 نقاط.
وفي نصف النهائي، فاز الأهلي على اتحاد حلب السوري (1-0)، ليضرب موعدًا مع دايو رويالز الكوري الجنوبي في المباراة النهائية، يوم 29 يناير/كانون الثاني 1986.
المباراة أقيمت في جدة التي استضافت البطولة بدءًا من دور المجموعات، وأشارت كل الدلائل إلى أن الأهلي سيكون بطل أول لقب باسم "بطولة الأندية الآسيوية"، لا سيما وأنه انتصر في كل مبارياته، بدءًا من البطولة الخليجية.
ورغم تقدم الأهلي بهدف مبكر، لكن الفريق الكوري تعادل في الوقت الأصلي، وسجل هدفين بالوقت الإضافي ليحصد اللقب، ويحرم الفريق الجداوي من تتويج مسيرته المميزة في البطولة.
عقدة شمشون
إذا كان لقب "شمشون" يُطلق على منتخب كوريا الجنوبية، فإن الأندية الكورية استحقت أن تحمل هذا اللقب تحديدًا بين عامي 2009 و2013، إذ تأهلت لنهائي دوري أبطال آسيا 5 مرات متتالية.
المرة الرابعة كانت من نصيب أولسان هيونداي في 2012، وقد اصطدم هذه المرة بفريق أهلي جدة المُنتشي بعبور غريمه التقليدي الاتحاد في نصف النهائي.
الفريق الكوري دخل المباراة وهو لم يتعرض لأي هزيمة، بل إنه حقق 9 انتصارات من أصل 11، منها انتصاران على الهلال ذهابًا وإيابًا في ربع النهائي، ولم يتعادل سوى مرتين في دور المجموعات.
السفاح حاضر غائب
لم يواجه الأهلي قوة أولسان هيونداي فحسب، بل واجه حظًا عثرًا بعد أن جعلت القرعة المباراة النهائية على أرض الفريق الكوري، في ظل إقامة النهائي من مباراة واحدة منذ عام 2009.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض المهاجم البرازيلي فيكتور سيموس، المُلقب بالسفاح، للإصابة قبل المباراة، واضطر لخوضها مُصابًا، وفقًا لما كشف عنه مؤخرًا، ليبدو شبحًا تائهًا، بعد أن كان قد سجل هدفا في الفوز على الاتحاد في إياب نصف النهائي (2-0).
وأدت كل تلك المعطيات لخسارة ثقيلة للفريق الجداوي بنتيجة 0-3، في المباراة النهائية التي أقيمت يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، على ملعب أولسان مونسو بكوريا الجنوبية.
رسخ الشمشون عقدته للفريق الأهلاوي، وحرمه من التتويج باللقب الآسيوي الأول للمرة الثانية، لكن الأهلي الآن أمام فرصة تاريخية ثالثة لا يجب أن تضيع، أمام بطل اليابان، كاواساكي فرونتال.